العمر المزيف
الفيلسوف رينيه ديكارت طرح سؤال جعل الكثيرين يبحثون في التفاصيل ويشككون في كل شيء
وهو هل أعمارنا الحقيقية مزيفة ؟
حيث أن للإنسان عمران أحدهما حقيقي والآخر مزيف
العمر الحقيقي للإنسان ليس المدون في هويته الشخصية ولكنه عمر آخر يحدده عدد من العوامل
فما هو الفرق بين العمر الحقيقي والعمر المزيف .
العمر الحقيقي للإنسان
هو العمر البيولوجي الدال على صحة أعضائه الداخلية ونشاطه وحيويته وهو أكثر دقة في تحديد السن الحقيقي للإنسان
أما العمر المزيف للإنسان
فهو المدون في هويته وهو الفترة الزمنية من مرحلة الميلاد التي يعيش فيها حتى الوقت الراهن
وبالنسبة للعلماء فان العمر البيولوجي أهم من العمر الزمني الذي لا يتعدى كونه رقم لذلك دعونا نتعرف على كيف يتعامل الجسم البشري وذلك على مستوى الخلية حيث ان الجسم البشري عبارة عن أحماض نووية DNA وعن طريق عدة خطوات يتم عمل البروتين الذي يكون الخلايا والتي تكون أنسجة ثم يتم تكوين أعضاء ومن ثم يتكون الجسم البشري
كل خلية تعمل مثل الجسم البشري بشكل مصغر
ويوجد نظامين للعمل في الجسم البشري كله وفي الخلية
1- نظام يبني ويجدد ويحافظ على المناعة
2- نظام للطوارئ لحماية الحياة
ويتم تشغيل أحد النظامين فقط وفي حالة وجود نظام للطوارئ لا يمكن لنظام البناء والمناعة أن يعمل كذلك عند وجود نظام البناء والمناعة لا يمكن لنظام الحماية ان يعمل
سبب استخدام الجسم لنظام الطوارئ بنسبة اكبر هو أصل الأمراض حيث يأخذ الدم للتركيز على نظام الحماية وهذا يكون على حساب الهضم والأمعاء والمناعة والمحافظة على الجسم من الميكروبات والفيروسات وأهم من التناسل
لقد كان سر الاكتشاف العظيم للجينوم هو اكتشاف ان الحمض النووي والجينات تطبع ولكن لها مفتاح تشغيل وهذا هو البداية الحقيقية وليست الجينات
عالم البيولوجي بروس ليبتون Brice-Lipton اكتشف أن الخلية تموت عند حذف مستقبلات البروتين الحسيه وهو ما قبل الجينات
وهذا المستقبل هو مفتاح التشغيل والذي يحركه
المشاعر والبيئة المحيطة
مشاعرك وما يدور حولك هو مفتاح التشغيل لكل الجينات لذلك فان العوامل المحيطة وما تراه وتسمعه وتشعر به على أساسه تتحرك
الخلية في أحد طريقين اما طريق البناء والحفاظ على المناعة وتجديد الخلايا فتكون بروتينات بجودة عالية جدآ لعمل التجديد
والمناعة
أو
ترد إشارة بوجود ضغط عصبي والعوامل التي تغير الجينات فتخرج بروتينات بجودة سيئة وتطبع الأجزاء المخصصة لحماية الجسم في إطار نظام الطوارئ
والاكتشاف الأخطر أن الخلية تأخذ المشاعر سواء صحيحة أو كاذبة
وكمثال على ذلك في حالة الخوف من المرض فان الجسم يرى المرض طوال الوقت والخلية ترى وجود مرض حقيقي وبذلك يدخل في الضغط العصبي ونظام المحافظة على الحياة وذلك بشكل مستمر والشخص هو الذي أعطى الفكرة لنفسه حتى لو أن المؤثر غير موجود
تم عمل تجربة على مجموعتين من البشر احد المجموعتين تقوم بأفعال مختلفة ومشاعر مختلفة وأسلوب حياة مختلف عن المجموعة الأخرى
بعد 4 أيام فقط
وجدوا تغيير في الجينات
تم طبع 8 جينات مختلفة في المجموعتين برغم تثبيت كل العوامل الأخرى ماعدا المتحكمات في الجينات البشرية وهي
التفكير والمشاعر وأسلوب الحياة من اكل - شرب - نوم - رياضة - مكملات غذائية
8 جينات تغير حياة الشخص من الألف الى الياء
لذلك في عام 1988م
جون كيرتز عمل رسالة أثبت فيها أن المحتوى الجيني للبشر يتأثر بالعوامل البيئية المسيطرة على الفرد وأنها ليس لها تحكم ذاتي
الإنسان هو أساس ما يحدث في حياته وفي جيناته
بل أن الأغرب من ذلك ما ذكره د/ دارين وايزمان Darren Wiessman وهو يعالج أمراض نفسية
عند مرضى الشخصيات المتعددة ذكر أن المرضى كان يتغير لون عيونهم مع كل شخصية وذلك لأنه عند تغير الشخصية فان المشاعر
والأحاسيس والاستجابة للأمور والتفكير تتغير مم يؤثر على المتحكمات في الجينات
توالت أبحاث العلماء
حيث قرر مجموعة علماء من هولندا أن يجدوا الجين المسئول عن علامات كبر السن ولماذا بعض الناس يبدون أصغر من عمرهم وبعد دراسة شملت أكثر من 300 شخص وجدوا ان الاختلاف يكمن في جين اسمه MC,R
كلما زاد هذا الجين كلما ظهرت علامات الشيخوخة بمعنى أن يبدو الشخص أكبر أو أصغر من عمره الزمني بسبب هذا الجين
هذا الجين نجد فيه اختلاف في أصحاب البشرة السمراء حيث التجاعيد تظهر بشكل أقل من أصحاب البشرة البيضاء
العالم ديفيد سنكلير David Sinclair في جامعة هارفارد قضى 20 سنة في أبحاث حول الابجين epigenone
وهو قارئ للحمض النووي وهو الذي يشكل الحمض النووي في الجسم
العلم أثبت أن ما يسبب أن الخلايا تعجز أنها تفقد أجزاء منها وكذلك استطاع ديفيد سنكلير أن يستعيد العصب البصري لفئران تجارب كانت مصابه بالعمى بسبب تقدم العمر بمجرد التعديل في الابجين والفئران ظهرت أصغر سنآ وذلك بسب قدرته على تفكيك الحمض النووي وهذا يجبر الجسم على ان يعيد هذه الخلايا مرة أخرى ويصلح الجسم نفسه ويعيد المفقود من الخلايا والذي يسبب العجز
كما قام علماء من اليابان بإعادة برمجة الخلايا وجعل الخلايا خلايا جزعيه وبذلك تستطيع ان تتطور وتستعيد المفقود منها وبنفس الطريقة يعالج الشيخوخة وهذه الأبحاث مستمرة حتى يأتي وقت يطلب البشر علاج أو حقن لإرجاع الشباب ولن يصبح الموضوع خيال علمي كما ظهر الحديث عن الانزيم المساعد كيوتن Q10 وهو المكون الذي يتسبب نقصه في تلف الخلايا
- وكلما تقدم الإنسان في السن كلما قلت كميات هذا الانزيم في الجسم
- كما ان التوتر والضغوط من أهم العوامل التي تقلل مستويات الانزيم المساعد
- كما ان الدراسات وجدت ارتباط كبير جدآ بين نقص الانزيم المساعد والإصابة بأمراض الشيخوخة مثل الزهايمر وباركنسون وتناول الانزيم المساعد Q10 يحسن من حالات الزهايمر بنسبة كبيرة جدآ
- كما أنه يساهم في تعزيز الخصوبة جدآ للرجال والسيدات
- كما ان هذا الانزيم المساعد Q10 يقلل من ظهور التجاعيد والخطوط ويحسن من مظهر البشرة اذا تم استخدامه موضعي وتوجد كريمات للبشرة تحتوي على Q10
أهم مصادره هو البروتين الحيواني
اللحوم الحمراء - الأسماك الدهنية - لحوم الدجاج - الكبد - القلب - الكلاوي
ومن المصادر النباتية بكميات أقل
مثل البقوليات - الأفوكادو - البروكلي - القرنبيط
ولكن تركيزاته في الأكل لا تقارن بتركيزاته في المكملات
وهو يعتبر من الأشياء التي تقلل العمر الخلوي
في حالة الوقاية 200 مليجرام وفي حالة مشكلة من 300 الى 600 مليجرام وهي جرعات آمنه
ما هي العوامل المؤثرة لنصبح أكثر شباب
- الهواء النقي والبعد عن التوتر
- ممارسة الرياضة حتى لو كانت ممارسته الجري يوميآ
- عدم التعرض للشمس كثيرا خاصة في وقت الظهيرة
- التغذية الصحية حيث أن الطعام له دور رئيسي مؤثر على بع الجينات
- المشاعر بالرضا والقناعة كنز لأنه يضبط المتحكمات في الجينات كما ان الإحساس بنعم الله سبحانه وتعالى يشفي من الأمراض
- الأدوية التي تغير الهرمونات حيث وجد ان %90 من الأدوية المصنعة هي أسباب الأمراض الحقيقية
- التأمل
روبرت شنايدر عمل تجارب على التأمل وخلص الى ان التأمل لمدة 1/3 ساعة يوميآ يقلل أمراض القلب بنسبة 48 % وهذا ينطبق على الصلاة بخشوع شديد واستخلص من تجاربه أنه لدي الإنسان جين يستطيع أن يقهر كل شيء اسماه الجين الإلهي
و تطبيقآ لهذا
نحكي عن قصة الحرب مع الشيخوخة حيث رجل أربعيني أراد ان يرجع بجسده الى عمر ثمانية عشر فدفع مليوني دولار سنويآ الى فريق مكون من ثلاثين طبيب وخبير لتحقيق هدفه على مدار عامين
- ارتدى جونسون كل يوم نظارات واقية من ضوء الهاتف الأزرق قبل النوم بساعتين
- استيقظ في الساعة الخامسة
- دأب على ممارسة 25 نوع من التدريبات لساعتين متواصلتين
- اتبع نظام غذائي صارم لا يتجاوز 1977 سعر حراري في اليوم
جونسون و أعضاء الفريق الطبي يؤكدون فاعلية البرنامج ويقولون ان الرجل لديه اليوم
قلب يبلغ من العمر 37 عام
بشرة عمرها 28 عام
قدرة بدنية لشخص عمره 18 عام
ويقول جونسون أنه اليوم أكثر سعادة وحيوية ورضا من أي وقت أخر في حياته
ومن الطرائف
الهولندي إميل راتلباند
قام برفع دعوى قضائية للمطالبة بتغيير تاريخ ميلاده في أوراقه الثبوتية حيث يرى أن عمره البيولوجي أقل من عمره الحقيقي ب 20 عام ولكن المحكمة رفضت الدعوى
وأنت اذا لاحظت أن عمرك البيولوجي أصغر من الحقيقي استمتع بصحتك الجيدة واتبع ما سبق وسردناه من نصائح تساعدك في دوام صحتك وشبابك بأذن الله ....
تعليقات
إرسال تعليق